الحراك العربي
معظم الدول العربية تملك سجلا سيئا في حقوق الإنسان, وذلكلاستبداد الحكام وتشبثهم بالكراسي لعقود طويلة. إضافة لمجيئهم للحكم بطرق غير شرعية.
فالزعيم الليبي معمر القذافي على سبيل المثال هو أقدم حاكم على وجه الأرض وجاء للحكم بانقلاب عسكري سنة 1969 اسماه ثورة الفاتح, أيضا في سوريا وصل الرئيس بشار الأسد إلى الحكم خلفا لابيه حافظ عام 2000 في سابقة لم تشهدها الدول العربي في نظام الحكم الجمهوري, حيث تم تعديل الدستور في 15 دقيقة ليناسب عمر بشار ويتمكن من حكم سوريا, أيضا في مصر واليمن كانت هناك رغبات من حاكميها حسني مبارك وعلي عبد الله صالح لتوريث الحكم لأبنائهم جمال واحمد على التوالي لكن سرعان ما اندلعت الثورة في مصر التي اطاحت بمبارك والثورة في اليمن التي اطاحت بصالح.
كذلك في الأنظمة الملكية كان هناك حكم ملكي مطلق مما أدى لخروج مظاهرات في بعض الدول الملكية مثل الاردن والمغرب وعمان للمطالبة بملكية دستورية ومزيد من الحريات.
انتحار البوعزيزي
قام الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإحراق نفسه يوم 17
ديسمبر في مدينة سيدي بوزيد التونسية لانه سئم وضعه الاجتماعي المتردي إضافة لتسلط الشرطة على المواطنين وعدم قبول الشكاوي الموجهة ضددهم, وتضامن أهالي سيدي بوزيد مع البوعزيزي وخرجوا في مظاهرات للمطالبة بالعدالة والحرية, ولكن الاحتجاجات سرعان ما تحولت إلى ثورة اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي لتكون شرارة الاحتجاجات في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
إن ما صنعه بن علي ومبارك وصالح والقذافي والأسد وأقرانهم في البلدان العربية عبر السيطرة الاستبدادية الفاسدة على مقاليد السلطة ومن خلالها على صناعة القرار في البلدان العربية هو الحصيلة المباشرة لما بذله الغرب والمتغربون من جهود مستميتة خلال القرن الميلادي العشرين ومن قبل، لتنشئة أجيال جديدة تحقق للقوى الغربية ما تطمع في تحقيقه للمنطقة الحضارية الإسلامية، وهي حصيلة الاستبداد والفساد والانحلال والعجز الأمني على كل صعيد، ممّا أوصل إلى تنفيذ المشروع الصهيوني ووصل إلى احتلال العراق كما أوصل إلى التخلف والبطالة والفقر والطبقية.. فهل يمكن لحملة دولية جديدة باسم "دعم الديمقراطية" عبر احتواء الجيل الجديد الذي صنع "الربيع العربي" أن تسفر عن حصيلة أخرى الآن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق